اللا فقاريات

اللا فقاريات

هي حيوانات ليس لها عمود فقري ( عظم ) وتُشكل هذه الحيوانات حوالي 97% من المملكة الحيوانية ، فمنها ما هو بسيط جدا ومسالم ، والبعض الآخر مفترس وذكي ، ومنها ما هو دقيق لا يُرى إلا تحت الميكروسكوب ؛ ويعيش غالبا داخل الماء ؛ إذ أنها ليست مكيفة – كالحشرات – للعيش على الأرض الجافة ، لذلك فالجزء الأكبر منها يعيش في البحار والبحيرات والبرك ؛ أو في طبقة المياه الرقيقة التي تغطي سطح الأرض .
وعدد كبير من اللا فقاريات طفيلي أي يمتص غذاءه من السوائل الموجودة داخل جسم الحيوان المُضيف ، ومنها أيضا المُتحرِّك ؛ ومنها الثابت الذي يلزم مكانا واحدا لا يبرحه ؛ كالإسفنج والمرجان ؛ التي ليس لها عيون ولا رؤوس ، والتي يصعب التميز بينها وبين النبات .
وهناك اللا فقاريات كبيرة الحجم ( السبيدج العملاق ) الذي قد يبلغ طوله 18 مترا ، ويعيش في الماء ، ويبدو شبيها بالحبار والأخطبوط ؛ من حيث أن له فما على شكل منقار تحيط به لوامس مسلحة بمحاجم لاصقة بينها اثنان قد يصل طولهما إلى 13 مترا يستعان بهما لالتقاط الفرائس وأكلها ، وينتقل بطريقة ارتكاسية إذ يقذف الماء من أنبوب يقع في القسم الخلفي من رأسه .
وتملك اللا فقاريات جاهزا عصبيا بدائيا ؛ قياسا إلى الطيور ؛ وباقي الحيوانات الكبيرة ، ولا يعني ذلك أنها لا تستطيع التفاعل مع محيطها ، فهي كالفقاريات ؛ تتكاثر ؛ وتبحث عن غذائها ؛ وتسعى إلى حماية نفسها ؛ مما يُساعدها على البقاء مثلما يُساعدها حجمها وشكلها .

ويمكن تقسيم اللا فقاريات إلى 30 فصيلة منها : -
1- الحلقيات :
يوجد منها حوالي 9 آلاف نوع ، منها دودة الأرض ، حيث أن لها هيكلا عظميا ، ولا يتعدى طولها 30 سم ، إلا أن هناك أنواعا عملاقة في إفريقيا واستراليا قد يصل طولها إلى 2 متر .
والحلقيات تمشي بالتمد والتقلص ، وأجسامها تنقسم إلى حلقات ؛ وتغذى على المواد العضوية المتحللة ؛ فهي تأكل التراب ؛ وتهضم ما فيه من مواد ، ومن خواص هذه الدودة أنها تقلب التربة ، وتنقل المواد المعدنية إلى السطح ، وتحمل المواد العضوية إلى باطنها ، وتساعد الأنفاق التي تحفرها هذه الحلقيات على تهوية الأرض وإدخال الماء فيها .
وتملك دودة الأرض أعضاء تناسلية مزدوجة ( ذكرية وأنثوية ) ، ولكنها لا تستطيع التزاوج مع نفسها ، لذلك تلتصق كل دودتين مع بعضهما عند التزاوج بحيث يكون بداية الأولى عند نهاية الأخرى ، وتنتج كل واحة منهما البيض والمني ، ثم يفرز الشرج غشاء لزجا تضع فيه الدودة بيضها ؛ ثم تنفصل عنه ، وهذا الغشاء يتصلب ليشكل شرنقة حول البيض .

2- العُدارات الرئوية
تشمل شعبة المرجان وقنديل البحر وشُعَّار البحر ، وتنقسم إلى 9 آلاف نوع تعيش كلها في الماء ولها حول الفم حلقة ذات مجسات مزودة بخلايا لاسعة .
وشُعَّار البحر حيوان من آكل اللحوم ، يتغذى بالحيوانات الصغيرة التي تقترب من لوامسه اللاسعة ، ويكون الخيط اللاسع ملتفا داخل الخلية وثابتا بفضل غطاء مقفل ، ولكن ما أن يمس حيوان الخلية حتى ينفتح غطاؤها ، ويقفز الخيط اللاسع إلى الخارج ليضخ سمه .
والأنواع الكبيرة من شُعَّار البحر تُطلق موادا لاسعة سامة تكفي لقتل سمكة ، وليس لشُعَّار البحر أعين برى بها ، ولكنه يكتشف غذاءه بواسطة المركبات الكيميائية الموجودة في الماء ، فعندما تُحس خلايا الحواس لديها تنتقل إلى الجهاز العصبي خبر وصول الغذاء ، فتشنج العضلات ، وتمد اللوامس باتجاه الفريسة ، وتلتقط الغذاء وتحمله إلى فم الشُعَّار ، حيث يتصل الفم بفجوة تتم فيها عملية الهضم ، وامتصاص الغذاء ، ثم ترمي الفضلات من الفم إلى الخارج ، ويخرج من فم شُعَّار البحر بيض تولد منه صغاره .

شِعْب المرجان
المرجان حيوان بحري ، رغم أن مظهره الخارجي كالنباتات ، والمرجان ينمو بطء شديد وبمعدل بضعة سنتيمترات في السنة ، وهو يشبه شُعَّار البحر حيث يلتقط الفرائس بلوامس لاسعة ، والمرجان حيوان لا يتحرك ، ويتكاثر وحده إذ ينقسم على نفسه ويكبر .
ويتكون شعب المرجان من ملاين الحيوانات التي تعيش في جماعات ، وهو يتشكل مع تعاقب السنين .
وهناك نوع من المرجان يسمى المرجان الفطري ، حيث يتكون هيكل هذا المرجان من حيوان واحد كبير ، ويستطيع هذا النوع ان يتحرك ويتنقل على عكس سائر الأنواع ، وإذا انقلب يستطيع العودة إلى وضعه الطبيعي .
وللمرجان ثلاثة أنواع من الشِّعاب هي الحواجز المرجانية ، والكتل الشاطئية ، الجزر المرجانية .
1- الحواجز المرجانية وتكون موازية للشاطئ ومنفصلة عنه بقناة ، وترتفع من جهة المحيط بشكل عمودي فتستفيد مما تحمله إليها الأمواج من أكسيجين وعناصر غذائية ، أما من جهة اليابسة فإن الرواسب المتنوعة تتراكم وتكسر أجزاء منه .
2- الحاجز المرجاني الكبير يمتد على مسافة 2000 كيلو مترا وعمق 100 متر من الشواطئ الأسترالية ( أكبر بنية صنعتها كائنات حية ) ويلاحظ أن نوعا ساما ومفترسا من نجم البحر يدمر باستمرار جزءا من هذا الحاجز .
3- الجزر المرجانية وتنتشر في المحيط الهادي ، وهي على شكل حلقات ، ويكون قسم كبير منها مغطى بالرمال ، مما يساعد على نمو نباتات معينة كجوز الهند ، والمياه في وسط الحلقة تشكل البحيرة الشاطئية ؛ وهي قليلة العمق ؛ بينما تنحدر حواجز الجزيرة الخارجية عمودية إلى عمق يبلغ آلاف الأمتار .
وتغذى حيوانات المرجان على الحيوانات الصغيرة التي تلتقطها بلوامسها اللاسعة ؛ وتدفعها نحو فمها ، وتستضيف بعض المرجانيات أنواعا من الأُشْنات الأحادية الخلايا فتحميها ؛ وتؤمن لنفسها الغذاء الذي تصنعه هذه الأُشْنات .
وخلال نموها تُنشئ الحيوانات المرجانية تحتها نخاريب كلسية ، وانطلاقا منها تتكون شُعب المرجان .
وليس المرجان الحيوان الوحيد الذي يبني الحواجز ، فالإسفنج يترك في بعض المناطق بقايا كلسية أكثر مما يتركه المرجان .

الأُشْنات البحرية
هي نبتة تنمو بمعدل 30 سم يوميا ، وقد يصل طولها في السنة الأولى إلى 50 مترا ، كما يحدث في نبتة الفوقس الكاليفورني الأسمر العملاق في مياه كاليفورنيا ، ولهذه النبتة سويقات مطاطية وأوراق تحمل جيوبا غازية تساعدها على الطفو ، وقد يكون لونها أحمرا أو بنيا أو أخضرا .

3- الرخويات
يعيش معظمها في الماء والباقي على اليابسة ، وتضم الرخويات 110 ألف نوع ، تحمي غالبيتها أجسامها بقواقع صلبة ، لأن القوقعة تعتبر بيتا ودرعا واقيا ، وتكون القوقعة من مادة كربونات الكالسيوم التي يفرزها نسيج في الرخوية، مع العلم أنه بقدر ما يكبر الحيوان تكبر معه القوقعة ، ويلاحظ ذلك من شكل الصدفة ؛ حيث ترى فيها حلقات تدل على نموها وتعطيها شكل القمع ، وتسمى القوقعة المتدرجة .
وهناك قواقع بمصراعين ؛ حيث تتألف من نصفين متصلين بمفصل ( أم الخلول ) وتغذى الرخوية داخلها من جسيمات تلتقطها من محيطها المائي .
وهناك أشكال عديدة من القواقع منها ما يمتاز بشكلها اللولبي المستقيم ، وهناك قواقع داخل الحيوان كما في الحبار ، حيث تظهر الأرجل وهي نسيج قاذفة الماء إلى الوراء بواسطة جهاز يشبه بالقمع .

4- مفصليات الأرجل
هي شعبة ضخمة تضم ما يقرب من 10 ملاين نوع ، وهي تعيش إما في الماء ؛ وإما على اليابسة ، ولها كلها أعضاء مزودة بمفاصل ، وبعضها خال من الجنحة ، وتمثل الحشرات الفصيلة الأكثر عددا ، وتليها العنكبوتيات ثم القشريات .
وجسم الحشرات ينقسم عموما إلى ثلاثة أقسام : الرأس – الصدر – البطن فضلا عن الجناحين المميزين ، وهذا هو التركيب النموذجي لدى الحشرات ، حيث أن الحشرات تستطيع أن تطير دون سائر اللافقاريات ، وليس للحشرات الأولية أجنحة ( كلاحسة السكر وعُثة الورق ) .
وتملك الحشرات كسائر المفصليات هيكلا خارجيا تت منه عند مرحلة البلوغ ، ويبلغ طول أثقل حشرة وهي الخنفساء 15 سم ، أما سائر الحشرات فهي أصغر من ذلك ، فيسمح لها حجمها بالنمو على كمية قليلة من الغذاء ، وهي تعيش فوق أو داخل كل ما يؤكل ( فوق الحيوانات الحية أو الميتة ، داخل قشور الجذوع ، وفي قلب الخشب ، وحتى في النفط الخام ) .
لبعض الحشرات فكّان قويّان يُعطيانها القدرة على قضم اللحاء ، ولبعضها الآخر مناقير دقيقة تثقب بها سوق النباتات أو جلود الحيوانات.
والأجنحة للحشرات تسمح وتهيئ لها الطيران فوق مساحات شاسعة ، فأجنحة النحل والزنانير تخفق حوالي 200 مرة في الثانية ، بينما أجنحة البعوض يصل خفقانها إلى 500 مرة في الثانية .
وبما أن الحشرات لها أجسام صغيرة جدا فإن عضلاتها تستخرج الأكسيجين الضروري مباشرة من الهواء دون الحاجة إلى دورة دموية ، فالهواء يدخل جسم الحشرة عن طريق فتحات تنفسية شبيهة بنوافذ صغيرة تقع على جانبي الحشرة ، ثم ينتقل إلى أنابيب دقيقة تصل على العضلات ، وهذه العضلات تحمل الأكسيجين إلى أقسام الجسم التي تحتاجه ، وتقذف بثاني أكسيد الكربون إلى الخارج